موجة هبوط الأسواق العالمية تتفاقم مع بدء سريان رسوم ترامب الجمركية

عادت موجة التراجعات الحادة لتضرب أسواق المال العالمية، بعد أن صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من وتيرة الحرب التجارية عبر فرض رسوم جمركية بنسبة 104% على الصين، ودخول الإجراءات الجمركية ضد العشرات من شركاء الولايات المتحدة التجاريين حيز التنفيذ. شهدت الأسهم العالمية موجة بيع واسعة مع عودة المخاوف من الركود، خصوصًا في آسيا، إذ انخفض مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 3.9%، بينما هوى مؤشر تايبيه بنسبة تقارب 6%، وقت إعداد هذا التقرير.

وانخفضت مؤشرات بورصات سنغافورة وسول وسيدني بأكثر من 1%، فيما سجلت هونغ كونغ خسائر طفيفة بعلفت 0.5% بعد تعويض جزئي في فترة بعد الظهر. وفي أوروبا، تراجعت مؤشرات لندن وباريس وفرانكفورت عند الافتتاح، بنحو 3%، بينما أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في نيويورك دون مستوى 5000 نقطة لأول مرة منذ عام تقريبًا. أما مؤشر داو جونز، فقد تراجع بنسبة 0.8% عند الإغلاق.

وفي أسواق الطاقة، انخفضت أسعار النفط بنحو 3%، متأثرة بالمخاوف من تراجع الطلب العالمي في ظل تصاعد التوترات التجارية. تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.1% إلى 57.74 دولار للبرميل، فيما هبط خام برنت بحر الشمال بنسبة 2.6% إلى 61.18 دولار، ليصلا إلى أدنى مستوياتهما منذ عام 2021 خلال جائحة كوفيد-19.

في أسواق العملات، ارتفع الين الياباني كملاذ آمن بأكثر من 1%، وسجلت الروبية الإندونيسية أيضًا مستوى تاريخيًا متدنياً، كما بلغ الوون الكوري الجنوبي أدنى مستوى له منذ الأزمة المالية في 2009. كما خفضت البنوك المركزية في الهند ونيوزيلندا أسعار الفائدة لدعم اقتصاداتها في مواجهة التوترات التجارية المتزايدة. ​

جاءت هذه التطورات بعد هدوء مؤقت شهدته الأسواق الثلاثاء، ليعود الذعر إلى المستثمرين وسط مخاوف من أن تؤدي الإجراءات الأميركية الأخيرة إلى دفع الاقتصاد العالمي نحو الركود.

,تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين بعدما أعلن ترامب فرض رسوم إضافية بنسبة 50% على الصين، وذلك ردًا على الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها الأخيرة ضد رسوم أميركية بنسبة 34% أعلنت الأسبوع الماضي.

ومع الرسوم الحالية البالغة 20%، أصبحت الصادرات الصينية تواجه رسومًا تصل إلى 104%. ووصفت بكين هذه الخطوة بـ”الابتزاز” وتعهدت بمواجهتها “حتى النهاية”، مؤكدة على لسان وزارة التجارة أنها تمتلك “إرادة حازمة ووسائل وفيرة” لخوض هذه الحرب التجارية.

من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قراراتها، لكنه شدد على أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد في حال اقتضى الأمر، فيما تستعد بروكسل لفرض رسوم تصل إلى 25% على واردات أميركية تشمل فول الصويا والدراجات النارية.

وفي آسيا، أعلنت كوريا الجنوبية عن حزمة دعم طارئة بقيمة 2 مليار دولار لصانعي السيارات، محذرة من أن الرسوم الجديدة قد تلحق أضرارًا فادحة بالقطاع.

ويعتقد ترامب أن هذه السياسة ستُعيد إحياء الصناعة الأميركية من خلال دفع الشركات للعودة إلى الإنتاج داخل الولايات المتحدة>

تأتي هذه التطورات في ظل مخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود إذا استمرت التوترات التجارية بالتصاعد.​

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *